مقاطعة البضائع الأجنبية وأخطاء في التربية
11-11-2023 | 08:47
انشرFacebookTwitterWhatsAppTelegramLinkedIn
00:00 / 00:52
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player
ADVERTISEMENT
نجلاء محفوظ تكتب
من الغريب الادعاء أن مقاطعة البضائع من الدول التي تعادي العرب والمسلمين عامة وفلسطين خاصة من جهاد النفس؛ وأنها من أصعب الجهاد؛ فأين الصعوبة في استبدال منتج بآخر؟، وأين المشقة في الابتعاد عن طعم اعتدنا عليه "وتجربة" غيره وكثيرا ما يكون أفضل؟، لماذا "نقبل" أن نكون عبيدا لعادات تضرنا ونورث ذلك لأولادنا؟.
وأحيانا نضطر لتجربة منتج آخر بسبب الغلاء أو لعدم وجود ما نحبه..
البعض يريد العيش في "مأساة" بسبب تغيير منتج اعتاده!! ولنتذكر من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر..
يجب أن يقتنع الأهل أن المقاطعة ضرورة وليست اختيارا قبل أن يتكلموا مع الصغار عنها؛ ومن الخطأ الحديث بتوسل للأطفال، والخطأ الأبشع الحديث عن حرمانهم من طعم اعتادوه؛ وكأن الحياة ستمنحهم كل ما يريدونه، وكأنها ستكون رحلة مليئة بالطعم "الحلو" واللذيذ الذي يحبونه ولن يكون فيها طعمًا لا يحبونه، ولن نقول مرًا متعهم ربي بالسعادة والنجاح وخيري الدين والدنيا؛ ولكن الواقعية "تفرض" وتؤكد أنهم سيواجهون ما لا يحبونه ليس عندما يكبرون فقط ولكن خارج البيت في دور الحضانة والنوادي والمدارس وصولا للجامعات والعمل..
بإمكاننا التعامل مع الأطفال في المقاطعة وفقا لعمر الطفل؛ فإن كان صغيرًا جدا فنعطيه البديل دون أي كلام ونكتفي بأنه أفضل إذا كان معنا في الشراء وإن لم يكن معنا نتناول قطعة صغيرة منه وتخبره أنها رائعة بلا مبالغة وسيتناولها "وينسى" الأخرى سريعا.
إن كان كبيرا نخبره أننا "سعداء" لأننا وجدنا بديلا أفضل مما كان يحبه وسعادتنا مضاعفة لأن المنتج الذي يفضله من يصنعونه "يكرهوننا" ويساعدون عدونا ضد أشقائنا؛ وإن لم نتصد للعدو سيقترب منا أيضا ونحكي لهم حكاية الثور الأبيض الذي سمح أصحابه للأسود بأكله فتعرضوا لنفس المصير الواحد تلو الآخر.
ونحن "محظوظون"؛ فلدينا المال ونستطيع بفضل الرحمن شراء ما نرغب والمحرمون هم من لا يستطيعون الشراء وليس من "يتمتعون" بوجود بدائل..
إذا قال ولكنني أحبه واعتاده؛ نقول بهدوء: ولكنك ذكي وتحب نفسك وقوي تستطيع "ركل" كل منتجات الأعداء بقدميك ولا تنحني أبدا أمامهم.
مهم ألا نسمح لأطفالنا بالتعلق "المرضي" بأي شيء؛ فهذا يجعلهم -لا قدر الله- أكثر عرضة للإدمان مستقبلا وللخضوع لأصدقاء السوء "ولترهل" العزيمة وللتراجع أيضا في كل تفاصيل الحياة، بينما زرع القدرة على "الاستغناء" تجعلهم بمشيئة الرحمن أقوى نفسيًا وأكثر قدرة على التخلي عما يثبت أنه يؤذيهم..
فلا يتورطون في صداقات تقلل منهم ولا يبقون على التعامل مع زملاء يتنمرون عليهم، ومستقبلا سيسهل عليهم إنهاء أي ارتباط عاطفي يقلل من تقديرهم لأنفسهم ولا يعطيهم ما يستحقون من الحب والاحترام وهذا ينطيق على الجنسين بالطبع، والعكس صحيح إذا "خضعنا" لرغبات أطفالنا "وأضعفنا" أنفسنا واشترينا لهم ما يرغبون من السلع الخاضعة للمقاطعة بدعوى أنهم صغار "وما جتش عليهم" وما إلى ذلك فسنعودهم على الضعف أمام رغبات النفس وهو من أبشع أبواب الخسائر في الدين والدنيا ومن "يحب" أطفاله لا يمكن أن يفعل "بهم" ذلك أبدا.
أذا بكى الطفل طالبا المنتج ورافضا البديل؛ فيجب الحزم معه وعدم النظر إليه وهو يبكي حتى لا يضعف الأهل، "واليقين" أنه يحاول الضغط عليهم والأذكى "عدم"الخضوع أو التأثر ولا مجال هنا للصراخ أو للكلام الكثير لمحاولة اقناعه أو التوسل إليه..
فالصراخ سيدفعه للعناد وكذلك التوسل، أما الكلام الكثير فسيمنع تركيزه في المضمون وسيشعر بالإجبار وسيرفض حتما.
الحل في القول بهدوء شديد: لن تأخذ البديل حتى تحسن التصرف؛ وإذا رغبت بالبكاء فلن نمنعك فاذهب لحجرتك وابك ما شئت مع إغلاق أبواب التراجع بالطبع؛ فأسوا خطأ في التربية هو التراجع عن عقاب أو عن كلام.
ننبه لأهمية أن يسبق إعطاء البديل ذكر سبب المقاطعة باختصار وبلا مبالغة أو كلمات مثل أنت بطل وستفهم؛ وكأن الطفل "سيحارب" وليس سيأكل منتجا غير ما اعتاده..
مهم الاستماع بهدوء وصبر لتساؤلات الأبناء وعدم مقاطعتهم حتى لو قالوا كلاما مرفوضا مثل وماذا لو لم يقاطع أصحابي، أو لو سخروا مني أو لو أكلوها أمامي "واشتقت" إليها، أو هل ٍاوثر أنا في الغرب المعادي لنا.
يجب ألا نسخر منهم أو نقلل من شأنهم بسببها "ولننتظر" حتى الانتهاء من الكلام ثم نرد بهدوء ونؤكد أن الغرب لا يفهم إلا لغتي القوة والاقتصاد؛ فلنحاربهم بالاقتصاد ولا يهمنا ما يفعله الأصحاب فنحن لسنا "تابعين" لهم ولدينا عقولنا "نختار" بها ونستطيع جذبهم معنا إن استطعنا أو تركهم لِشأنهم، ومهم التحلي بقوة الشخصية ونجيد ترتيب الأولويات فالأهم من تناول أو إرتداء شيء "احترام" النفس بالمقاطعة.
دوما قبل "محاولة" الأهل اقناع الأطفال والأبناء من الجنسين بأي فكرة يجب أن يقتنعوا هم بها أولا ويلتزموا بها فلا يقولون ما لا يقتنعون ولا ما لا يفعلون؛ حتى "يثق" أطفالهم وأولادهم الكبار بهم وليكونوا قدوة جيدة لهم.
وللكبار والصغار: لا يقل أحد أبدًا: هل سأؤثر لا تقلل أبدا من نفسك، ولا تهتم بما يفعله غيرك أنت مسؤول عن نفسك فقط ومن تحب، والمقاطعة للأبد وليس لفترة مؤقتة أو لبعد انتهاء الحرب؛ فالعداء لنا مستمر ومن الكرامة والذكاء عدم مساعدة الأعداء وتقوية اقتصادهم ليحاربوننا والأذكى دعم اقتصادنا "لينتعش" ويعود الخير على الوطن.
تابعوا صفحتنا على أخبار جوجل
كلمات البحث